الكاتب والناشط السياسي فارس حرّام لـ «منصة تغيير»

النظام العراقي وسلوك العميان: قراءة في تكرار الأخطاء

إن الارتدادات الناتجة عن تغيير الوضع في سوريا يجب أن لا تدفع النظام السياسي الحالي في العراق إلى التخوف من تشرين جديدة أو وجود مؤامرة كما يرويها سدنة النظام الحاليين، وإنما يجب أن تدفع أركان هذا النظام إلى الخشية من سلوكهم السياسي الذي اعتادوه منذ 20 سنة، هذا السلوك الذي يقوم على نهب المال العام بشكل منظم والتحكم بأستخدام السلاح في مفاصل الدولة وعرقلة كل محاولات الأصلاح ومواجهة حريات التعبير بالقمع ومنها مواجهة الأحتجاجات.

سلوك الديكتاتورية

في الحقيقة المؤامرة الأكبر التي تواجه العراق ليست من خارجه وإنما هي من داخل النظام السياسي نفسه، والخشية التي تتحدث عنها القوى الممسكة بالسلطة الآن، هي نفسها الخشية التي اعتدنا عليها عند السلطات الاستبدادية عبر التاريخ.

سلوك النظر إلى الخارج

هذه السلطات أعتادت دائمًا على النظر إلى الخارج أكثر مما تنظر إلى الداخل، النظر إلى الآخر، قبل أن تنظر إلى الذات، هذه السلطات الاستبدادية أعتدنا عليها أن تكون سلطات عمياء لا ترى حركة التاريخ ولاتأخذ عبرة من أحداثه.

سلوك الأداء المتكرر

وفي ما يبدو أن سلوك القوى الممسكة بالسلطة في العراق حتى هذه اللحظة هو السلوك نفسه الذي أعتدنا عليه عبر التاريخ وهو المعاندة والمكابرة والأصرار على المضي قدمًا بالأسلوب السياسي نفسه الذي اعتمدوه طوال أكثر من 20 سنة، منذ تغيير النظام في العراق، لهذا أنا أعتقد أن هذه القوى السياسية فاقدة للحل بشكل تلقائي لإن قدرتها على الإصلاح قد نفذت بشكل تام، و ينبغي أن تتاح الفرصة لقوى أخرى من داخل المجتمع العراقي لإصلاح الدولة ونقل النظام السياسي إلى مرحلة جديدة حيث تقام الحريات والإصلاح الإقتصادي والسياسي والقانوني أيضًا.

فارس حرّام

شاعر وناشط وأكاديمي متخصص في الفلسفة - جامعة الكوفة

Scroll to Top