17 نيسان 2025
هل استُبعد العراق من المفاوضات خوفًا من تسريب الأسرار؟
تتفاوض واشنطن وطهران في ظل «أجواء ايجابية» بحسب وصف المبعوث الأمريكي «ويتكوف» ونظيره وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إلا أن هذه السابقة التاريخية تُعدّ مقدمة لاستقرار / عدم استقرار المنطقة، هذا إن افترضنا أنها كانت مستقرة. وعلى وجه الدقة، نعني بعدم الاستقرار هو التصعيد المباشر بين الجانبين، الأمر الذي ينعكس وبشكل حتمي على الداخل العراقي. نناقش تأثيرات المفاوضات (الأمريكية – الإيرانية) على العراق في حوار مع الخبير الأمني والاستراتيجي سيف رعد طالب.
في البدء، ماذا تعني المفاوضات الأميركية الإيرانية لاستقرار العراق، وهل تمثّل مجرياتها انعكاسًا على الداخل العراقي؟ يؤكد الخبير سيف رعد طالب أن “الحكومة العراقية هي أكثر من تستفيد في حال نجحت المفاوضات، وتحديدًا ما يتعلق في الجانب الأمني، باعتبار العراق أرضًا مشتركة للنفوذ الأمريكي والإيراني من ناحية القواعد العسكرية، إلى جانب الأحزاب والفصائل المرتبطة إيديولوجيا بالحرس الثوري الإيراني وولاية الفقيه”. مضيفًا أن “العراق سيكون في قلب التصعيد الأمني في حال فشلت المفاوضات، وأن الجانب الإيراني قادر على استخدام مواليه في العراق كورقة ضغط ضد الولايات المتحدة، وإحراج الحكومة العراقية”.
وبشأن الدبلوماسية العراقية، لماذا خسر العراق فرصة الوساطة؟ وهل كانت قائمة فعلًا؟ يشير الخبير طالب إلى أن “الحكومة -وفقًا لتسريبات- أوصلت رسالة إلى الولايات المتحدة لرعاية المفاوضات بين الجانبين في بغداد أو أربيل، إلا أنها رُفضت”. وتابع القول بإن “إيران أيضًا لم ترغب بوساطة العراق، لاعتبارات أمنية، فكانت سلطنة عمان أكثر ثقة وحيادية بالنسبة للطرفين”. فيما أضاف أن “إيران تحاول نقل صورة أخرى حسب ما يراه الشارع الإيراني، إضافة إلى أنها تعتمد على سرية المعلومات، وتعتقد أنها -المعلومات السرية- قد تتسرب من الجانب العراقي”.
وأضاف الخبير طالب أن قرار “التعامل مع الفصائل المسلحة في العراق قرار سياسي، مرهون بإرادة الإطار التنسيقي، وما إن توفرت تلك الإرادة فإن الحكومة قادرة على معالجة هذا الملف ووقف أي تصعيد محتمل خارج إطار الدولة، نظرًا لقدراتها العسكرية والأمنية”. داعيًا “الفصائل إلى أن تحذو حذو الجمهورية الإسلامية، بالجلوس مع من تقول عنه الشيطان الأكبر، بناء على مصلحتها الخاصة”. متسائلًا، “لماذا لا تتخذ هذه الفصائل قرارًا لمصلحة النظام العراقي؟”

سيف رعد طالب
خبير أمني وإستراتيجي
