فارس حرّام يحذر: القراءات المتناقضة للتاريخ هي وقود للطائفية
الكاتب والناشط السياسي فارس حرّام لـ «منصة تغيير»:
تعتمد الطائفية ومواقف المجتمع تجاه الطائفية بالدرجة الأولى على الإستجابة لحملات التخويف التي كانت تقودها القوى السياسية الدينية في العراق من الاتجاهات المختلفة شيعية أو سنية أو غيرها.
- «كانت هذه القوى تستعمل حملات التخويف من الطائفة الأخرى لأغراض تسويقية وانتخابية»
تقترن هذه الحملات عادة، بأحداث مُفتعلة لدعم الأفكار التي تحملها، ومن ثّم كانت استجابة العراقيين بعد سقوط «صدام حسين» كبيرة لهذه الحملات، فأحتمى كل فرد بطائفته ضد الطائفة الأخرى، وليس فقط الحملات التخويفية، وإنما أيضًا الغموض واللبس الذي تتضمنه قراءة التاريخ الإسلامي.
- «منذ نشأة الدولة العراقية حتى 2003 لم نشهد قراءة فيها نوع من التقارب بين المذاهب المختلفة للتاريخ الأسلامي، فبقي ممزّقًا بين الطوائف، وكل واحدة ترى فيه تاريخها الخاص، ومن ثّم بعد 2003 كان أيضًا صراع للتواريخ الاسلامية استجابة لحملات التخويف التي كانت تستعملها القوى السياسية الدينية»
هذه القوى كانت تحتمي وتستعين بالقراءات المتعددة للتاريخ الاسلامي، لكن شيئًا فشيئًا بدأت اللعبة تنكشف، وبدأ الناس يفهمون أن حملات التخويف التي تقودها القوى السياسية الدينية هي لأغراض ومصالح خاصة ولفرض السيطرة والنفوذ في الواقع السياسي والاقتصادي، وبدأ يظهر لدينا جيل جديد يتجه نحو إعلاء القيمة العليا، ألا وهي قيمة الوطن.
- «كان أبرز ممثل لهذه النزعة وانتشارها في المجتمع العراقي هي احتجاجات تشرين عام 2019 التي كانت تمثّل إعلاء لكلمة الوطن على المسميات الفرعية والهوياتية»
النظام العراقي وسلوك العميان: قراءة في تكرار الأخطاء
الآن هنالك حملة لاستعادة النزاعات الطائفية بازاء النزعة الوطنية، على خلفية الاحداث التي حصلت في سوريا، وأيضًا على خلفية حرب فلسطين مع «المحتل»، وهذا نتج عنه خطاب يجعل طائفة محددة أنها هي الأجدر بمواجهة «المحتل» من غيرها، وكان هذا الرأي يقوله السنة والشيعة معًا بوجه الآخر.
تداعيات أحداث سوريا أيضًا جاءت لتعمّق هذا التصعيد، ونحن الآن نشهد ذروة هذا التصعيد في العراق، عندما نرى بشكل شبه يومي منشورات وتصريحات تدعم حملات التخويف من السنة ضد الشيعة أو من الشيعة ضد السنة.
- «أرى أن الحذر واجب، وعلى العراقيين فتح العينين أمام هذه الحملات التخويفية المفبركة في غالبها والغرض منها هو التفاوض الأقليمي أو الحصول على مكاسب وأمتيازات داخل العراق أوالحصول نفوذ سياسي أو اقتصادي»

فارس حرّام
شاعر وناشط وأكاديمي متخصص في الفلسفة - جامعة الكوفة
