عرفت البشرية نوعين من اللغة، هي الفصحى والشعبية، أو الأكاديمية والسائدة. لكنها في التحول الجديد بدأت تلك اللغة تأخذ أشكالًا مختلفة. الحاضر وربما المستقبل أيضًا وبشكل أكبر هو لغة Social media.
أصل الاختصار
POV هو مختصر لجملة point of view والتي تعني بعد ترجمتها إلى اللغة العربية «وجهة نظر» لكنها تعبير يشير إلى أن المحتوى (فيديو، صورة) مخصص للمشاهدة كما لو كان المشاهد حاضرًا، وهو يعبّر عن حالته ربما، أو واجه نفس الموقف سابقًا.
صديق السوء
وفي البحث عن كيفية انتشار الاختصار، وُجدَ أن «صديق السوء» TikTok هو المسؤول، حيث يستخدم على نطاق واسع في المنصة مع اختصارات أخرى تمت تسميتها TikTok Slang. على سبيل المثال؛ يستخدم اختصار smh للتعبير عن الإحباط أو السخط أو عدم التصديق. بينما mid يعني شيء منخفض الجودة أو بمستوى متدني. و opp يشير إلى الأعداء، المنافسين او الخصوم.
هذه عينة صغيرة جدًا، مقارنةً بالعشرات أو قد تكون المئات من الاختصارات وأغلبها تشير إلى مفاهيم غير أخلاقية.
لحظة إدراك
بين المفهوم السائد والوعي الجديد، أو إشارة إلى فهم شيء بطريقة مختلفة لكنها بطريقة «المجتمع الالكتروني» والذي في الغالب يتفق على ذات الـ «POV» وكأن ذلك يعطي انطباعًا لنسخة متكررة من الأفراد.
العفوية المصطنعة، والفكرة التسويقية
يستخدمها صناع المحتوى، الصفحات العامة، والشركات والمتاجر الرقمية. ويغزو الاختصار مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة إبداعية، لكنها بسيطة تحمل فكرة تسويقية مرة، ومحتوى إجتماعي يستقطب أصحاب الاهتمامات المشتركة مرةً أخرى، والتي غالبًا ما تكون طريفة لتحقق بذلك تفاعلًا وانتشارًا واسعًا.
تأثّر «المجتمع الانستگرامي»
في قديم الزمن، كان الانستغرام يرّكز على معنى الصورة وربما جودتها، لكنه بعد «غزو الـ pov الثقافي» تغيّرت ملامح المنصة تدريجيًا (ربما بقيت بعض الشخصيات المحافظة على ثقافتها وتقاليدها) لكنها خضعت للأمر الواقع، لإن مستوى التحوّل أكبر بكثير من المحافظة على نمطية الاداء في استخدام المنصة.
بالتالي أصبحت هوية أخرى في وسط زحمة المحتوى والضيف الجديد “البودكاست” وانماط أخرى متنامية في طريقة العرض ومتراجعة نوعًا ما في المضمون والعمق والقيمة الجمالية والأخلاقية. وتفرض هذه الهوية الجديدة سلوكيات تتناسب معها وتواكبها، ربما العكس من ذلك يؤدي إلى «الشيخوخة الإلكترونية».
من يصنع من؟
يبدو أن الحياة الرقمية جعلتنا نفكّر ونتصرف بناءً على ما تتطلبه السلوكيات المحببة في مواقع التواصل الاجتماعي، وحياتنا الاجتماعية في شكلها المعاصر «تصفّح» من نوع آخر. غير متزنة، وربما لا تملك قدر عالي من الوعي الذي يرتقي إلى مستوى التحديات الإنسانية.
فتكون العلاقات الواقعية هي ما يخدم مصلحة المجتمع الإلكتروني، ويتم تأسيس المشاريع ليكون لها حضور إلكتروني، ونسافر لكي نثبت حضورنا الإلكتروني.. ببساطة إننا نعيش في المجتمع الـ Hyped وفيه المسؤولية الوطنية والاجتماعية ضعيفة.