بعد تدمير الموصل بشكل شبه كامل على يد تنظيم داعش، وعودتها عام 2017 لا تزال الموصل وبعد سبع سنوات من تحريرها تعاني من الدمار والوعود الكاذبة من إعادة اعمارها.
وايضا لا تزال مستشفيات ومدارس وجسور غير منجزة لكن اليوم سنتناول مفاجئة حكومية من العيار الثقيل بما يخص جامع يونس وإعادة بنائة على نفقة المحسنين، يعد أحد أهم المعالم التاريخية على تل التوبة في الموصل.
يوجد في الجامع مرقد يحيط به العديد من الروايات المتناقضة. تشير بعض الروايات إلى أن النبي يونس دُفن في تل التوبة حيث يعتقد أنه موقعه، في حين تنفي روايات أخرى ذلك. خلال عمليات التنقيب التي جرت تحت المرقد، تم اكتشاف قصر مدفون كان يُستخدم كمقر لملوك آشوريين وكقاعدة للجيوش الآشورية. يُعتقد أن تاريخ بناء القصر يمتد على الأقل إلى القرن السابع قبل الميلاد.
تظهر القيمة الدينية والتاريخية والقدسية للجامع لدى الاهالي، لم تفي السلطات الحكومة بوعودها التي اطلقتها لإعادة اعماره، بدأت بتجربتين فاشلتين ليستمر الفشل مع التجارب الاخرى.
أقيمت الاتفاقية الأولى بحضور عبد اللطيف الهميم، الرئيس السابق لديوان الوقف السني، والثانية بحضور منهل الخباز، الوزير السابق لوزارة الصناعة. علاوة على ذلك، قام محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان السابق، قبل عامين بالتعهد ببدء عمليات الإعمار من موقع الجامع المتضرر، ولكن لم يتحقق ذلك.
ويستمر نقل العبء من جهة الى جهة لتصل وأخيرًا الى جمعية “فعل الخيرات” التي تبنت اعادة الإعمار من المتبرعين من ابناء الموصل، وأكد رئيس الجمعية سعد الله توفيق أن العمل يتواصل لإعادة إعمار الجامع، وحددت مهلة عامين لإنجاز الأعمال.
ويوضح توفيق، لـ”العربي الجديد”، أن “العمل بدأ في الشهر الأول من العام الحالي، ويتضمن صب الأرضية والجدار المساند للجامع بسماكة 70 سنتيمتراً لتقوية الأساسات”. ويشير إلى أن العمل الحالي يشمل صب أعمدة الجامع والمنارة قبل الشروع في بناء القبة بشكلها السابق ومقام النبي يونس، ثم المبنى الذي يتألف من طابقين.
تظل المعاناة ترافق ابناء الموصل ما دام ملف الإعمار يواجه تقصير حكومي مستمر، وسيبقى هذا التقصير من العلامات السلبية التي سترافق جميع الحكومات المركزية والمحلية التي تتالت على العراق.
ويقول عمار الحيالي الذي يسكن حي المالية المجاور لجامع النبي يونس، لـ”العربي الجديد”: “لا تزال آثار الدمار شاخصة في الموصل، ولم تتبن الحكومة عملية إعمار حقيقية فيها، علماً أنه كان يجب أن تدرج الجوامع التاريخية المدمرة ضمن مشاريع إعادة الإعمار لأنها ليست فقط دور عبادة، بل مواقع سياحية وأثرية يقصدها زوار وسياح من داخل العراق والخارج”.
ويستدرك بعدها: “من المعيب أن تترك إعادة إعمار جامع النبي يونس إلى جمعية محلية تستخدم تبرعات من المحسنين، فأين أموال الوزارات وتلك للوقف السني إذا كانت لا تنفق على إعمار أبرز الجوامع في الموصل؟”.