يتم تسويق عشرات إن لم يكن مئات الشخصيات التي تمتلك رقم الكتروني كبير ونموذج عالي الجودة من المحتوى، غير أن المضمون لم يكن يومًا لائقًا، وتشوبه الانحرافات الاخلاقية والفكرية والتعمد في إثارة الجدل بالصورة والنص والعلاقات الفاضحة.
وهذا التسويق واسع الانتشار حفز الكثير على اتباع ذات النهج في الحصول على شارة “مشاهير العراق” المعنوية والحصول على مقعد الكتروني قادر على الوصول الى ٤٥ مليون شخص قدر المستطاع ويتجاوز الحدود الالكترونية والجغرافية.
صحيفة العرب تتناول الحدث بعاطفة: على هذه الأرض انقلب الميزان، واختل التوازن ليسجل ضياعًا جديدًا لعنوان من عناوين الوطن حين تشابكت ألوان العُري وفضحت ملابس التعري أجساد الفاشينيستات والبلوكرات إلى جانب سياسيين.
لماذا لم نصلِ استنكارًا؟
ارتبطت صلاة “الاسلام السياسي الشيعي” في الاستنكار والتعبير عن الرفض للمناسبات “غير اللائقة” تعبيرًا عن الهوية الدينية للبلد. وبالعودة للصحيفة، تختم حديثها وبحسب رأي الكاتب العراقي سمير داود: ستجدون التبرير جاهزًا من سلطة الإسلام السياسي بوصف تلك الأحداث بالعفوية؛ لم يقصد منها غير الفرح والابتهاج بالعيد الوطني العراقي.
غير أن صحيفة الشرق الأوسط أشارت الى اعلان نقابة الفنانين العراقية أنها غير مسؤولة عن المهرجان وأنه لم يحظ بأي دعم حكومي فتختلف بذلك الآراء حول الجهة المنظمة وهل هي رسمية ام غير رسمية.
إعلان البراءة
تنصب الأنتقادات من الجانب الثقافي والاجتماعي على الرغم من حضور مجموعة كبيرة من الفنانين العرب لأول مرة للعراق، تتصاعد موجة الانتقادات الشديدة ليدخل ضمنها الفاعل السياسي منهم “عصائب اهل الحق” ودعت الاخيرة لمحاسبة من قائم على المهرجان على الرغم من أن المهرجان لم يشهد حضور حكومي رفيع المستوى باستثناء وزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي وهو احد قيادات الإطار التنسيقي.
وبعد بيان شديد اللهجة صدر عن مركز النخيل للحقوق والحريات الصحافية، وعبر عن أسفه لحجم “الإسفاف والابتذال” الذي رافق فعاليات مهرجان العراق الدولي المرافق للعيد الوطني العراقي. قال مستشار رئيس الوزراء للشؤون الثقافية عارف الساعدي بيان لوكالة شفق نيوز، إن “الفنانة شذى حسون، قدمت طلبًا تروم فيه إقامة مهرجان تكريمي للفنانين العراقيين والعرب، وأن رئاسة الوزراء ووزارة الثقافة دعمت الفكرة لكن الفنانة لم تحصل على اي دعم مالي “.
تناقض حكومي.. وجهات راعية
لنعود الى السيل العاصف من صور المهرجان ونرى شعارات الجهات الداعمة ومن ابرزها :
شركة اسياسيل، الخطوط الجوية العراقية، وبعض الشعارات الاخرى مثل: شجن للزهور وblueberry و lexus و امواج وشينون.. الخ.
تبقى التساؤلات حول التناقض الحكومي الذي أخلى مسؤوليته من المهرجان، وعلى لسان سبهان ملا جياد المستشار السياسي لرئيس الوزراء، لشفق نيوز “المهرجان جرى استغلاله من قبل بعض الأشخاص والجهات للاستهداف السياسي ضد الحكومة الحالية” !
