
نبراس علي | قراءة مع خبراء بشأن التجاذبات الإيرانية – الأمريكية
العراق: السقوط في الماء أم في النار؟
لطالما كان العراق مركزًا للصراعات الإقليمية والتجاذبات الدولية، حيث يقف في مفترق طرق بين الولايات المتحدة وإيران. ومع تصاعد العقوبات الأمريكية على طهران، يجد العراق نفسه تحت ضغط متزايد لاتخاذ مواقف حاسمة، في وقت يسعى فيه للحفاظ على توازن دقيق بين مصالحه الوطنية وتعهداته الإقليمية، وبينما يشكل الاقتصاد العراقي شريانًا حيويًا للعلاقات مع إيران، تحاول واشنطن تحجيم هذا النفوذ. في خضم هذه المعادلة المعقدة، يبرز السؤال الحاسم: كيف يمكن للعراق أن يوازن بين استقلالية قراره السياسي وبين تجنب أن يصبح ساحة لصراع القوى الكبرى؟

إرادة العراق السياسية
هل يجب أن نكون مع السياسة الأمريكية وننفذ ما تمليه حكومة ترامب الجديدة، أم نعلن انحيازنا الكامل للجانب الإيراني دون اكتراث بالعقوبات الاقتصادية والسياسية؟ في ظل هذا الواقع، تواجه الحكومة العراقية تحديات كبيرة في تحقيق استقلالها الكامل عن النفوذ الإيراني والأمريكي، نتيجة تعقيدات المشهد السياسي والاقتصادي والتداخلات الإقليمية والدولية. لذلك، بدلاً من الانحياز لطرف دون الآخر، قد يكون من مصلحة العراق تبني نهج أكثر توازنًا ومرونة، يركز على دعم استقراره الداخلي وإيجاد مساحة مستقلة تُمكّنه من إدارة علاقاته الدولية وفقًا لمصالحه الوطنية، بعيدًا عن الضغوط والتصعيد غير المحسوب.

هل العقوبات على إيران تشمل العراق؟
يُعرف العراق بأنه الرئة الاقتصادية والحليف الأقوى لنظام طهران، نظرًا لهيكلة نظامه الاقتصادي الذي يتيح تدفق المليارات إلى إيران. لذا، تسعى الإدارة الأمريكية الجديدة، عبر أذرعها الطويلة، إلى شل حركة إيران من خلال فرض سيطرتها على هذه الرئة، مع إصرار قوي على تقويض الاقتصاد الإيراني. وضمن هذا التوجه، لم يُمنح العراق أي استثناءات لاستيراد الغاز أو الطاقة الكهربائية. وهذا ما نصّت عليه مذكرة ترامب لضمان عدم استخدام النظام المالي العراقي من قبل إيران، للتهرب من العقوبات أو تجاوزها.
لبناء وطن ومواطن
تسعى منصة تغيير الى تعزيز دور المواطن العراقي في المشاركة البناءة في رفع المبادئ الوطنية والمصالح العليا والقيم والإرث والهوية الوطنية الجامعة بالوسائل المدنية.