منذ 2008 بدأ «البودكاست» في الظهور، وتلا ذلك عدة موجات أبرزها كانت في 2011 ثم الانتشار الواسع بعد 2015، وهو بهذا الشكل يعتبر نموذج جديد للمحتوى الرقمي، يتميز بالمضمون العميق وسهولة الاستماع مراعاة لاهتمامات و «مزاج» الجيل الجديد.
خطر المضمون
تنتج العديد من المؤسسات الإعلامية العربية هذا النوع من المحتوى، أهمها الجزيرة وشركة ثمانية. أو القنوات المتخصصة في البودكاست مثل دون ورق وشيء منسي.
حقق البودكاست نسبة وصول عالية جدًا مقارنة بالشكل التقليدي الذي يقتصر على النصوص أو المرئي غير العفوي، كون الأخيرة صفة تميز بها البودكاست على المنافسين كالصورة والصوت والمحتوى الذي عرفه الجمهور.
لكن سرعان ما غزت مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة كبيرة من القنوات والمنصات التي تنتج هذا النوع من المحتوى مفتقرة إلى المضمون الحقيقي، الذي يعبّر عن القيمة الحقيقية المنشودة من الإنتاج. لا سيما أن هنالك نجاحًا يحتذى به بهذا السياق في بودكاست فنجان التابع إلى شركة ثمانية. والذي يعتبر من أشهر الحلقات في العالم العربي.
تلك التجربة ساهمت بتحفيز مختلف المنصات والشركات إلى صناعة نموذجها الخاص، ولكنها وقعت في فخ المضمون والجودة.
خطر الاستضافة
من الشخص الذي يستحق أن نقضي من ساعة إلى ٤ ساعات نشاهده؟
تساؤل آخر، هل يجب توفر معايير محددة للشخصية؟
يبدو أن التخوّف الوحيد هو نوعية الشخصيات التي يتم «الدردشة» معها حول مواضيع عامة قد تكون من إهتمام المتابعين. وهذا التخوف يكون في استضافة «مشاهير» أو مدونين لمجرد امتلاكهم رقم إلكتروني عال من المتابعين، لضمان الوصول والانتشار.
خطر «بودكاست الريلز»
الفكرة التي انطلق من البودكاست هي الحوار غير المقيّد بوقت أو بفكرة واحدة، بل مساحة للضيف في الاسترسال واستحضار المواقف والتجارب والآراء الشخصية.
لكن «ريلز الانستغرام» يستحوذ على أي فكرة أو طريقة جديدة لعرض المحتوى الرقمي. ابتداء من النصوص إلى التصوير والمشاركة في «الترند» وليس انتهاء في البودكاست، وضغط المضمون في دقيقة واحدة… فهل يسمى ذلك بودكاست؟ أم محاولة لمحاكاة النموذج الجديد تحت المسمى ذاته؟
هل هناك خطر آخر؟
يبدو أن خطر مستقبل البودكاست يمكن ملاحظته بسهولة، فعندما تغيب القيمية الحقيقية سواء كانت في المضمون وهو بالدرجة الأولى، يليه الجودة والحاجة إلى تلك «الحلقة» بغض النظر إن كانت لزيادة «الثقافة» أم للتعلم، تصبح أرقام «المشاهدات» ونسبة الوصول غير عن تلك التي كانت في البدايات.
الآمر الآخر، هو التحدي في المحافظة على «البودكاست» الهادف بإزاحته «الابتذال» الذي يستشري بكثرة في الفضائيات و «السوشيال ميديا» بحسب رأي صلاح منسي مقدم البودكاست العراقي «شي منسي».