من المفترض أن يُعيد معرض الكتاب الدولي في بغداد الصورة الناصعة للحضارة العراقية والتمسك بالموروثات الثقافية، خصوصًا بعد مشاركة أكثر من 350 دار نشر عِراقية وعَربية وأجنبية أكثر من 15 دولة، ليظهر لنا الحضور الباهت للشخصيات والاحزاب السياسية ضاربًا عرض الحائط بالكتاب والثقافة المقروءة، ومن جانب آخر يظهر لنا بعض البلوكرات الاعلامية وهي تندفع لطمس معالم هوية كل ما هو ثقافي وحضاري في العراق ولا يملكون من الثقافة ولو بالمفهوم الضيق، كان من المفترض على القنوات انتداب مراسلين ومراسلات يملكون القدر الكافي من الثقافة والمعرفة لهكذا تجمعات.
يمكن أن يوجز الاعلام بهذه المرحلة بانه فوضوي متميز بتنوع سلبي يروج لمن يدفع الاموال ولا يحكمه بروتوكول إعلامي يثير غضب النخبة وجميع ممن نتوسم فيه الثقافة والرقي.
وتأكيدًا على فشل المنظومة الإعلامية لإحياء روح القراءة تنشر صحيفة “الشرق الاوسط ” أرقامًا تكشف اسهام موقع “تيك توك” في اعادة فئات الشباب للقراءة وليست القنوات الاعلامية!
وفي ذات السياق، نشرت صحيفة “المعلومة” مقالًا قال الكاتب قاسم سلمان العبودي فيه: لقد كانت بعض المراسلات (الإعلاميات) عبارة عن مسوخ بشرية متحركة، الهدف منهن جذب المشاهدين لهذه القناة أوتلك بغض النظر عن الملابس المبتذلة، والسلوك التهكمي من قبل بعضهن اللاتي لم يحترمن شرف مهنة الأعلام، وخطرها وتأثيرها في المجتمع بأعتبارها السلطة الرابعة.
وما حصل من إساءة لهذا النشاط المهم يجب أن لا يمر مرور الكرام دون تقييم حقيقي ومحاسبة كُل من حاول الإساءة عند تغطية هذا التجمع الثقافي.
إن مراقبة وتقييم المراسلين والمراسلات خطوة مهمة لاعادة الرصانة للسلطة الرابعة “الاعلام” بالعراق.