مرضى نفسيين أم معتقلين – نبراس علي

مع ارتفاع وتيرة الحروب والنكبات الاقتصادية، تزايد عدد العراقيين الذين يحتاجون الى العلاج من الامراض النفسية التي تسببت بها الصدمات، يرافق ذلك عجز حكومي بتوفير الاحتياجات اللازمة للمرضى.

تكشف لنا “العالم الجديد” عام 2022 ارقام صادمة عن اعداد الاطباء النفسيين الذي يبلغ 168 ومنع المعالجين النفسيين من العمل في العراق، وتأثير الوصمة الاجتماعية على المهنة، حيث تشير منظمة الصحة العالمية عن الحد الادنى هو طبيب نفسي واحد لكل خمس الاف نسمة، ليتوضح لنا مستشفى واحد فقط في العراق للامراض النفسية والعقلية “مستشفى الرشاد” الذي بني عام 1950.
كما إن أكثر من 1500 مريض يتلقون العلاج في 22 ردهة فقط وطبيب واحد على 200 مريض داخل المستشفى. بإلإضافة الى ذلك قلة الدعم المالي والخدمات والعلاجات. والتعرض للمرضى بالضرب المستمر، مع تخصيصات مالية بالكاد تغطي نفقات الغذاء.
وفي ذات السياق، أشار وزير الصحة صالح الحسناوي “لبغداد الجديد”: العتبات المقدسة زودتنا بألف سرير مع ملابس للرجال والنساء وأطنان من المعقمات و50 مبردة هواء”.

وبالإشارة الى مبردات الهواء، يفتح ملف اختفاء 160 مكيف هواء من مستودع المستشفى وعطل المكيفات الأخرى ايام صيف بغداد الحارق هذا دفع المرضى للخروج من المستشفى والنوم في الباحات الخارجية في الليل وعودتهم في النهار.

وأكد الوزير أنه في كل دول العالم “مثل هكذا مستشفيات تدار من قبل التبرعات والمتطوعين، ونحن بحاجة إلى إشاعة ثقافة العمل التطوعي”، داعيًا العراقيين للتبرع  لمستشفى الرشاد.

ويفتقر المستشفى لابسط مقومات الرعاية الصحية، وبوضع غير انساني يتضح بشكل جيد بالصور التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تظهر المرضى وكأنهم في واحد من معتقلات البلاد المعروفة بانتهاك حقوق الانسان حسب تعبير الناشطين.

وفي ضل الاعداد الكبيرة داخل المستشفى يحتاج الوضع ثلاث مستشفيات في محافظات اخرى فقط لفك الزخم لضمان تقديم خدمات جيدة ورعاية صحية مناسبة وتلافي حالات التعنيف النفسي وبالضرب التي تتعرض لها العديد من المريضات.

كمل نحتاج لتحويل قضية مستشفى الرشاد لرأي عام، وفرض عقوبات على الموظفين المقصرين وتخصيص ميزانية أكبر وتوفير العلاجات المناسبة وخاصة لمرضى السكري والقلب والشراييين لأن المستشفى تعمل بنظام الاحالة، ومراقبة نظافة المكان والمرضى والطعام الذي يقدم بالعادة تحت اشعة الشمس في عربات خشبية بطريقة غير منتظمة وغير نظيفة، ومعاقبة موظفي الحانوت الذين يدخلون السكائر للمرضى ويجعلون منهم المريض مفرط تدخين مما يؤثر على صحته بشكل كبير.

ومن المهم التركيز على عمل شركات التنظيف للعناية بنظافة المكان والمريض حيث يعاني المرضى من الملابس المتسخة وعلى لسان وزير الصحة الكثير من المريضات يغسلن ثيابهن بأيديهن وينظفن الحمامات والمكان، حيث قال الباحث والكاتب عادل كمال “هنالك شركة تنظيف متعاقدة لتنظيف حمامات المشفى مقابل 30 مليون دينار شهرياً (23 ألف دولار)“لكن مع ذلك الوضع هناك بغاية السوء وفقًا لتقارير كتبها أعضاء لجنة الصحة النيابية”.
وأيضًا تزويد المستشفى بسيارات اسعاف مزودة باجهزة ومعدات طبية ضرورية لأن المستشفى لا تحتوي الا على سيارة واحدة.

Scroll to Top