تشير الراية الى هوية الجماعة وتؤكد بمضمونها على “نحن” وهذا التعبير يحفز الأفراد للدفاع والنضال بشتى الوسائل، وتتباين الدوافع لكن في مقدمتها المعنوي منها، و يتمثّل في “نكون او لا نكون”.
يقول الكاتب العراقي صادق الطائي في مقال منشور له في جريدة القدس العربي بعنوان “صراع الرايات.. صراع الرموز” إن كل الاهمية تنصب على القيمة المعنوية، كمحور جامع تلتف حوله المجموعة ليشكل لهم ما يعرف بالهويات المستعارة، التي تلعب دورًا مركزيًا في تعريف الآخر بالذات المتجمعة حول الرمز، وتمييزها عن الآخر المختلف عنها، حتى لو كان هذا الاختلاف بسيطًا أو شكليًا أو تأويليًا، لكنه يجب أن يكون اختلافًا بينيًا.
الراية الجديدة
التحول التكنولوجي انتج نماذج جديدة في كل جانب من جوانب الحياة، فالعلاقات والتواصل تشكّل في هيئة جديدة، حتى الاحتجاج له نصيب من الادوات الجديدة. والراية الجديدة هي “اللوگو” او ما يسمى الهوية البصرية.
الدفاع عن “اللوگو”
صراع جديد لكنه في المدينة لا الصحراء، وتتزاحم “الستاند رول” في المحافل الرسمية والنشاطات، والمجتمع الإلكتروني لإثبات “نحن”، وتوضّح الفلسفات التي تحملها “الراية المعاصرة” وتتزاحم المصطلحات في بيان المعاني والدلالات.
حامل الراية
لم يعد شخصية ثائرة متفانية، تحفّز وتحرّك الناس نحو الهدف وتجعلهم أكثر إصرارًا وإخلاصًا، بل أصبح أداة خاضعة لأجندات وسياسات تحقق غايات أخرى بعيده عن الرؤية المنشودة، وقد تكون من جذورها تتبنى ذلك.
وعلى هذا الأساس يتغنى بالإصلاح، او التوعية على صعيد المجتمع الإلكتروني.
لوگو الوطن
كنّا نسمع “لا راية تعلو فوق راية الوطن” تجسيدًا للانتماء والولاء للوطن، كنّــــا نسمــع.
أدركنا أنها لم تتجاوز حدود الشعارات، وأن راية الوطن هي في الحقيقة ممزقة الى خرِق وفي تعبير آخر “هويات” او في تعبير آخر “طوائف” او في تعبير آخر “جماعات” ليس عيبها أنها جزء، لكنها الجزء الذي هو اقوى من الكل.
المؤلم، أن تكون راية الوطن وسيلة لمحو الآخرين، و “التفرّد بالوطنية” وإدعاء الإخلاص والانتماء، ونعت المنافسين بالخيانة والإجرام.