ماذا يوجد في ارض ما وراء السور؟
ليس تساؤل من أحد أفلام ديزني الخيالية، لكن هذا ما يفكر به أبناء سامراء الذين ولدوا داخل السور الطائفي الذي يقيد حياتهم. شُيّد عام 2008 أثناء الحرب الطائفية التي مزقت البلاد والتي أشتدت ذروتها في صلاح الدين عام 2006 بعد الاستهداف الأول للإمامين العسكريين.
تعود سامراء من الحرب الى أهلها بعد أن فقدت منهم الالاف وبعد سنوات ونكبات ماضية بقي السور الذي يطوقها كالندبة في جبين جندي تذكره بالألم عجاف الايام.
يوصف أحد ساكني تلك المنطقة السوربانه “بات مثل كابوس، أسوأ من سجن”. هذا ما يشعر به واحد من بين 400 الف نسمة داخل السور.
وأضاف قائلًا“لا توجد خدمات أيضًا، لا ماء ولا كهرباء، الحياة معدومة… إذا بنيتَ خارج السور، كأنما تعيش في منفى”. حيث تتلاصق من جهة البيوت الفقيرة مع السور وهم يتخيلون وسع اراضيهم التي لايملكون حرية العيش فيها في الجانب الميت حيث حرمت عليهم الحرب الطائفية رؤيتها الاعندما يخرجون من أحد الأبواب الثلاثة التي تحميها الحواجز الامنية.
سامراء عاصمة الدولة العباسية التي مثلّت كتب مرئية من التاريخ المقدس الرائع تختنق منذ سنوات بجدران الطائفية وممارسات التضييق المعيشي, بإلإضافة الى ما تقوم به العتبة العسكرية مع السكان( حرمان السكان من التصرف بأملاكهم، واستمرار أعمال السلب والاستيلاء التي بدأت بالاستيلاء على الجامع الكبير والمدرسة العلمية وأملاك بلدية سامراء) حسب ما صدر من بيان لعشائر ورجال دين ومثقفون في سامراء.
يبقى أمل الاهالي بابعاد السور بضع كيلومترات
داخل تلك الأسوار يعاني أبناء سامراء من أزمة السكن واستيلاء العتبة العسكرية على الكثير من الأراضي في الداخل وإضعاف سبل العيش الكريم والاستهداف المستمر للاهالي, مطالبين بالكشف عن مصير ابنائهم المختطفين والمغيبين قسرًا وإطلاق المشاريع المخصصة بعد رفع مستويات الدوائر الخدمية.