مع بدء العام الدراسي في العراق، ينتظر الطلاب تحديات ضخمة تؤثر بشكل كبير على جودة تعليمهم. هذه التحديات تتجلى في العديد من الجوانب التي ترسم صورة حزينة للنظام التعليمي في البلاد. سنلقي الضوء في هذا المقال على أبرز هذه التحديات وكيف أثرت على فرص الطلاب للتعليم.
الطرق والأساليب التدريسية الضعيفة
إحدى التحديات الرئيسية التي يواجهها الطلاب في العراق هي جودة الطرق والأساليب التدريسية. فبعض هذه الأساليب قديمة ولا تلبي احتياجات الطلاب بشكل جيد. هذا يعني أن العملية التعليمية ستكون أقل فعالية وأقل جاذبية بالنسبة للطلاب ولن تصل المعلومات للطلبة
بنية تحتية مدرسية فقيرة
تمثل البنية التحتية لمدارس العراق تحديًا آخر. فأغلب المدارس تعاني من بنية تحتية فقيرة وهزيلة، مما يجعل توفير بيئة تعليمية جيدة أمرًا صعبًا. الفصول الدراسية مكتظة بالطلاب وتفتقر إلى المعدات والموارد الأساسية وعدد الطلاب لا يوازي عدد الفصول حيث تخلو المدارس من أهم متطلبات التعليم الحديثة والقديمة أيضًا. ففي عصر استكشاف الفضاء، الطلاب العراقيين يجدون أنفسهم بلا كراسي أو كتب دراسية، مما يجبرهم على الاعتماد على التعلم في المنزل الذي لا يلبي الاحتياجات الأساسية.
العام الدراسي القصير
العام الدراسي في العراق دائماً ما يكون قصيراً للغاية حيث يقتصر على أربعة أشهر في بعض الأحيان وفقًا لقناة الجزيرة وبناءً على التقارير والإحصائيات الرسمية وغير الرسمية، اتضح وجود 150 يومًا من العطل الرسمية سنويًا. 30% منها لمناسبات دينية متنوعة. هذا القصر في مدة العام الدراسي يؤثر سلبًا على تحصيل الطلاب وقدرتهم على استيعاب المناهج الدراسية.
إذ تعد المناهج العملاقة في العراق تحديًا إضافيًا. فتلك المناهج تحتاج إلى وقت أطول من العام الدراسي لتدريسها بشكل كامل وفعّال، وهذا يعد مستحيلاً بسبب اعتماد النظام المزدوج (المدارس الثنائية والثلاثية) والتعطيل المتكرر للعام الدراسي الذي سببته العطل الرسمية والمناسبات الدينية والوطنية،مما يقلل من فرص النجاح بشكل كبير يرافقه زيادة نسب الرسوب والتسيب عن المدارس.
الأطفال خارج المدرسة
واحدة من أكبر التحديات التي تواجه العراق هي عدد الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة. وحسب تقديرات منظمة اليونسيف، يقدر عدد الأطفال الخارجين عن المدرسة في سن الدراسة بحوالي 3.2 مليون طفل. هذا يمثل تهديدًا كبيرًا لمستقبل هؤلاء الأطفال وللبلاد بأكملها.
كما أن المناطق المتضررة من الصراعات مثل صلاح الدين وديالى تعاني أكثر من غيرها. يتراوح معدل تخلّف الأطفال عن التعليم في بعض المناطق إلى أكثر من 90%. هذا يعني أن الأطفال في هذه المناطق يواجهون فرصًا محدودة للتعليم.
التحديات الآمنية
على مر العقود، شهد العراق نزاعات داخلية وصراعات دولية واضطرابات سياسية مستمرة وحروب. هذه الأحداث أدت إلى تدمير البنية التحتية التعليمية وأثرت بشكل سلبي على جودة التعليم للطلاب والمعلمون حيث عانوا من آثار هذه الصراعات الدائرة على مدى عقود.
تحديات وصول الفتيات إلى التعليم: تحت ظلال العادات والتقاليد
التعليم هو حق أساسي يجب أن يكون متاحًا للجميع، بغض النظر عن الجنس. ومع ذلك، لا تزال الفتيات في العراق تواجه تحديات كبيرة في مجال الوصول إلى التعليم. تتسبب العادات والتقاليد الاجتماعية في تقييد فرصهن التعليمية، مما يؤدي إلى تأخرهن أو حتى إلغاء فرصهن في الحصول على تعليم جيد.
التحديات الاجتماعية
تعيق العادات والتقاليد الاجتماعية البعض من الفتيات عن الالتحاق بالمدارس ومتابعة تعليمهن. تكمن هذه التحديات في مفهوم مسبق يعتبر أن دور الفتاة هو الزواج وتلبية احتياجات الأسرة، وليس التعليم. هذا التصور الجارح يعرض الفتيات لمخاطر الزواج في سن مبكرة والتعرض للعنف أو حتى التمييز.
تمثيل الإناث في المدارس
إحدى التحديات الأساسية هي نقص تمثيل الإناث في المدارس، خاصة في الطبقات العليا مثل المدارس الثانوية. قد تكون هذه البيئة غير داعمة ومحيطة بعوامل تسهم في تقليل الثقة والرغبة لدى الفتيات في الاستمرار في التعليم.
في بعض الحالات، تُجبر الفتيات على العمل في المنزل بدلاً من الالتحاق بالمدرسة. قد يكون هذا العمل مفروضًا عليهن بسبب الظروف المالية للعائلة أو بسبب الطلبات الاجتماعية. هذا يعرقل فرص الفتيات في تطوير مهاراتهن واكتساب التعليم الذي يمكن أن يمهد الطريق لمستقبل أفضل.
من أجل بناء مجتمعات أكثر تقدمًا وتسامحًا، يجب على المجتمعات أن تعمل على تغيير هذه العادات والتقاليد التي تحجب فرص الفتيات في التعليم. يجب تشجيع التمثيل النسائي في المدارس وتوفير بيئة تعليمية آمنة وداعمة للفتيات. إلى جانب ذلك، يجب العمل على توعية العائلات والمجتمعات بأهمية تعليم الفتيات وفرصهن المستقبلية.